رواية النبراسي PDF
تأليف : رامي عمّار
«يا من هو مَحلّ ناظرىّ وهو المُسْتَمِع لندائى.. يا من حَسِبَنى أتيتُه سَائِرًا على قدمىّ وأنا المُعَلّق في مخالب الطير تحُطّنى إلى ما شَاءَ العلِيمُ مَقْصده, جئتك بما نَبَّأنى الخَبِيرُ بمَكْنُونه وعن سؤالك مُجِيبٌ بما تَهَادَى لبَالك من أسراره, فلا شأن لك بعالمى فالمَوْهُومٌ وَهْمهُ الوَهْمُ كالسَابِح ببحر الفكر غَرْقان, فبالجواب آتيتُك وبالخَلاَص أَتَيتنى فأِنهُ لأنا المُجَاوِرىّ وإِنَّكَ لَْأنتَ النِبْرَاسىّ.»
أهذا أنت أيها الموت؟ يا من نرتدى من أجله السَوَاد؟ أهذا جيشك الغاشم يقَذف من بنادِقه الرصاصات الحارقة لصدورنا المكشوفة؟ أحان موعد الفراق بالساعة التى قُدّر لنا فيها أن نلتقي فَرِحِينَ؟ لِمَ يا موت جِئْتَنَا بَغتَة ونحن لم نكن نرغب برُؤيَاك؟ لِمَ لَمْ يستجب الله لدعواتنا سلفًا حين سالناه الخلاص على يديك من تلك الحياة؟ أجئتنا مُهنّئًا بالمهمة الموكلة اليك؟ مرحبًا بك يا موت بين مَسَاكِينَ لم يشتهوا من الدنيا الا حُسن الختام" .