رواية ساعة بغداد PDF
من تأليف : شهد الراوي
رواية ساعة بغداد pdf شهد الراوي |
فمثلا، يمكنك أن تقول : " إنها الساعة السابعة صبحا بحسب توقيت بغداد المحلي"، في حين أن شخصا ما يقف من الجهة الثانية المقابلة يقول : " إنها الخامسة عصراً بتوقيت بغداد المحلي "، وفي الجهة الثالثة في إمكان شخص ما مرَّ مصادفة في هذه المدينة أن يقول : " الساعة الآن الثانية ظهراً من يوم الأربعاء في الجهة المقابلة له وليس بعيداً منه، يقول دون أن يرتكب خطأ ما : " إن الوقت الآن هو الساعة الرابعة من فجر يوم الأحد الموافق للعاشر من شهر شباط 1258".
هكذا اضطرب التوقيت المحلي في مدينة واحدة، يتقاسم أهلها الوقت بحسب أمكنتهم التي ينظرون منها إلى ساعتها، ففي هذه المدينة الغرائبية أصبحت أجيال مختلفة تتعايش فيها وليس لديها إحساس طبيعي بالزمن الذي تعيش في داخله.
صار الناس يسبحون في فراغ زمني، تختلط فيه قرون سحيقة مع سنوات حديث، صار في الإمكان رؤية نبوخذ نصر وسميراميس يجلسان في مطعم يعمل فيها يزدجرد كسرى نادلاً.