تحميل رواية قبور في الماء pdf

رواية قبور في الماء PDF

من تأليف : محمد زفزاف



رواية قبور في الماء pdf محمد زفزافرواية " قبور في الماء " تعتبر تجسيدا لواقع معاش مألوف لدى فئة من المغاربة، مات رجال القبيلة أو " الدُّوار " غرقاً في قارب للصيد، ولم يأخد أهاليهم لا تعويضا ولا ديَّة، إكتفى صاحب القارب ( العياشي ) بإقامة " زردة " أي حفل لأهل الدوار، حيث احتسى أهل الدوار كؤوس النبيذ بدل كؤوس الشاي، واستمتعوا بغناء ورقص " الشيخات "، وكأنَّ شيئا لم يقع.

إنها حكاية شبيهة بحادثة عبارة السلام 98 ، وموت أكثر من ألف شخص، بينما صاحب العبارة لم يناله أي شيء.
هذا هو الواقع. وهذه هي رواية " قبور في الماء )، محمد زفزاف كاتب مهموم بفقراء بلده، ينبش عن مواجعهم، وأحلامهم، وهمومهم، ساردا لها بعمق ونفس أدبي رائع.

مقتطفات من الرواية :

" ظل البحر مستسلما على حاشية الأرض الجافة، وبقي الرجلان لحظات صامتين لا يفكران، كان هناك جمود باطني، أعقبه شلل في الذهن والجسد، ولم يكن هناك سوى دخان يرتفع من فمين ذوي شفاه غليظة مشققة وأسنان كأسياخ الحديد لم تنظف من مدة طويلة، لم يكن " علاّل " يتألم بالقدر الذي كان يتألم به صديقه، ففي القرية بدأت نوبات البكاء تسري وتمتد، النِّساء يبكين والأطفال يهزجون بالبكاء في اللعب والرجال يتألمون في صمت."

" لقد انتهت الزردة الآن، وزَّع الكسكسي وطُعِمَ من طُعِمَ، أكل الصِّغار والكبار، أدخل المهدويون اللحم في بطونهم وأعبابهم وأقبابهم، خبأ بعضهم جزءاً من اللحم لمن لم يستطيعوا الحضور، اجتمع الشبان تلك الليلة في القهوة، وبدّلت كؤوس الشاي بكؤوس الخمر، تحوَّلت براريد الشاي إلى براريد خمر، وبما أن الليلة ليلة نعي فقد غنَّت الشيخة أغنيتين ثم مُنعت من الغناء، وقيل إن هذا لا يليق بمناسبة مأتمية، وقيل أيضا، لقد مرَّ وقت ليس بيسير على الغرق فما على الشيخة إلاَّ أن تغني حتى الصباح، لكن الرأي الأول انتصر.

بعدها ارتفعت عقيرة بعض حفظة القرآن، وتفننوا في التلاوة والإنشاد، وكذلك قُرئَت بعض القصائد في الأمداح النبوية، لكن بعضهم لم يستسغ هذا الجو، فوشوشوا في الآذان وانسحبوا الواحد تلو الآخر، خرجوا جهة القهوة، سكروا وضحكوا وعربدوا، خطرت لبعضهم أفكار جهنمية، اقتُرح جلب المومسات ورفض الإقتراح لأن الظرف لا يلائم.

فالمناسبة لا تسمح بذلك على مرأى ومسمع، خصوصاً وأن الأمر يتعلق بموت، وهكذا تمَّ الإكتفاء بالشرب في القهوة أو بين الأشجار الكثيفة بعيداً عن الأنظار.."