رواية مكنسة الجنَّة PDF
من تأليف : مرتضى كزار
يتفنّن مرتضى كزار في تدويخ قارئهِ بلذة البحث عن خيوط الحكاية هنا وهناك، حتى تجتمع ثوباً زاهياً في النهاية، فحكايات مرتضى كزار ترفض الكشف عن نفسها منذ البداية، هذا الكشف الذي يسبب الملل، وهو ما يخافه كزار، ويسعى جهده أن يجنبَ قارئه الملل.
في النهاية ستفهم حكاية مكنسة الجنة هذهِ الشجرة العطرة التي كان غويلي العبد يصنع منها المكانس، وهو هارب من الجيش البريطاني ثم قتل واخفت جثته الرائحة العطرة للشجيرة.
تحول قبر غويلي الى ضريح شوفان الي حبل الافندي، والافندي هو جودت مكنزي الكاتب الذي كتب يفند حكاية الضريح، ثم مات بانتفاخ بطنه بورم فصارت تلك دلالة على شارة صاحب الضريح. بين العائلة التي تسكن في الضريح ملاية وزوجها حياوي وولديهما مدين ووداد سترتبط وشائج الى الابد مع ابن جودت مكنزي رمزي الرسام وراوي الحكاية.
قصة ممتعة، تحمل الكثير من الحكايات والكثير من الدوار، من بدايات مرتضى كزار الموفقة، مع يقيني بتجاوزه بعض الهفوات في هذهِ الرواية في اعماله اللاحقة. ( مكتبة الفكر الجديد )
" إتَّضَحت لي معالم ذلك الشخص النائم أسفل الصورة، تعمدت أن أصدر صوتا بحذائي لأوقظه، رِفْعَت زَكية جسدها ونفضت أثوابها التي ترتديها منذ الشتاء الأول، الشتاء الذي استيقظت به على كونها زكية المخبولة، و أوصدت به كل النوافذ التي يسلكها كل من البرد وتحرشات السكارى .. إلى محلزناتها السرية، إذ يلي طبقات الأثواب تلك بنطلون عسكري، ولاحظت وقتئد بأنها لا زالت تحتفظ بمنديل نظيف في كفها، دلني عليه حركتها السحرية وهي تتجنح بعباءتها لتتركها تهفهف مع الهواء، ليشتعل جنوني!، وأنا أرى أسرابا من الذباب تفلت من وجه الرئيس بتأثير تلك الحركة، أثرت انتباه الرفاق ببلادة رأسي الصغير المحنط، فأوحيت لهم بأني أنُش زكية عن صورة الرئيس، فنفعتني تلك الثواني في تفحص سطح الجدارية".