رواية تسعة عشر PDF
من تأليف : أيمن العتوم
مقتطف من الرواية :
" المرض بالكتب لم يُصبني وحدي، في الفانية صنعتُ ما صنع بطليموس الأول جمعت قبل أن أغادرها ما يقرب من نصف مليون كتاب لا أدري ما فعل بها من جاء بعدي أنا لا أثق بالدَّولة، إنَّها ستُهملها، ربَّما لو قامت مؤسسة تعليمية كُبرى بالإشراف عليها، ومواصلة فتح الباب للتائقين إلى الحكمة أن يستفيدوا من كنوزها لكان هذا غاية ما أريد!
كنت محاطا بالكتب كإحاطة الأشجار والأوراق بزهرة صغيرةفي حقل ممتد كبحر، وفسيح كفضاء، حين تحدث الكوارث قد نحاول النَّجاة نحن البشر، كلُّ شيء مفقود في الحروب والحرائق والزَّلازل يهون أمام أنْ تُفقَد الكتب، فكَّرتُ أيَّام ما كانت مكتبتي في الفانية تتضخم فيما إذا حدثت حرب كيف أهرب بهذا العدد الضخم من الكتب لتنجو، كانت فكرة أنها قد تُدمَّر بقذيفة واحدة من صاروخ أعمى تصيبني بالهلع، ومع أنَّ هذا ما حدث لمكتبة بغداد في زمان الهولاكين، هولاكو القرن الثالث عشر ميلادي، وهولاكو القرن الواحد والعشرين الميلادي ( بوش الإبن ) الذي دمَّر مكتبة بغداد، وقضى عليها بطريقة ممنهجة أشدَّ همجية ممَّا فعله جدُّه هولاكو الأول، وحدث أيضاً لمكتبة الإسكندرية الأسطورية التي احترقت سنة 48 قبل الميلاد وحوَّلت النيران مئات الآلآف من لفافات البردي إلى رماد بسبب المعارك التي خاضها يوليوس قيصر ضدّ شقيق كيليوباترة قبل أن يُعاد بناؤها في عام 2002م من جديد، إلاَّ أنني وجدت عزاء في فكرة نفَّذها عاشق من نوع خاص للكتب، تقول المعلومة ...."