كتاب بدر شاكر السياب PDF
دراسة في حياته وشعره
من تأليف : د. إحسان عباس
هذا الكتاب استعرض طريقة توافق بين التدرج الزمني والنمو ( أو التراجع ) النفسي والتطور ( أو الإنتكاس ) الفني، في حياة شاكر السياب الشاعر، انطلاقا من إطار الشؤون العامة والخاصة التي أثرت في نفسيته وشعره، لذا كان السياب الإنسان والسياب الشاعر معا على المسرح الزماني والمكاني، حيث يرى المؤلف أن هذه الطريقة تساهم في توسع مجال الرؤية عند القارئ، باعتبارها تقدم ثلاث زوايا لا زاوية واحدة، خصوصا وأن هناك فئة من الناس أو الكثير منهم على حد تعبير المؤلف في مقدمته يضيقون ذرعا بالإحتكام المستمر إلى التاريخ، ولكن هؤلاء ينسون أن التاريخ صورة الفعل الإنساني والإرادة الإنسانية على وجه الأرض، وأن دراسة الشعر على مجلى من الحقائق التاريخية لا تعني انتقاصا من سماته وميزاته الفنية، لا سيما إذا توحدت رؤية الدارس والقارئ على أن ذلك الشعر كان جزءا من الحركة الكلية في التطور الجماعي، بل كان عاملا هاما في تلك الحركة، وليس بتهويم في دنيا الأحلام الذاتية.
قد خضع السياب في وقفته التاريخية والنفسية لعوامل عنيفة وقوية، خلَفت آثارا عميقا في شعره، وحتى يتسنى للقارئ دراسة السياب لا بد من استبانة تلك الآثار والوقوف عليها في موكب الجماعة وفي عزلة الذات على حد السواء، وكل فصل للشعر عن ذلك الموقف قد يعرض الدارس للتجريد أو للأخذ بالعموميات.
بذل المؤلف جهدا وكرس سعيه لتبرئة هذه الدراسة من التعميمات ومن انتحاء اللغة الشعرية الفضفاضة التي طغت على مناهج النقاد في هذه الأيام، ذلك لأنه يؤمن إيمانا لا يدركه أي اضطراب بأنه حين نملك زمام الحقيقة نستطيع أن نعبَر عنها بوضوح، وأننا حين نجد الحقيقة غائمة في نفوسنا نلجأ إلى المجازات، كذلك تعمد ألا يمنح الشاعر الذي هو موضوع دراسته نصيبا من المستوى الفكري والإنساني والنضالي أكبر ممَا يستطيع شعره نفسه أن يصوَره، لذا فإن المقارنات في هذه الدراسة تصبح عبئا غير صغير، رغما أهميتها وفائدتها على توسيع الآفاق وتوجيه الآنظار إلى المعالم المشتركة والمظاهر الهامة، وقد أشار المؤلف إلى أنه ليس يدرس الشعر الحديث في كتابه وإنما محاولة منه التركيز قدر المستطاع على شعر شاعر واحد هو السياب، مما يبرر موقفه من المقارنات .
 |
| كتاب بدر شاكر السياب - د. إحسان عباس |
