تحميل رواية شيء منها pdf


رواية شيء منها PDF

من تأليف : عادل الجندي


" هل ضايقني اختفاء أسماء ؟
لا أدري إن كان ضايقني أو لا، فقد كنت أتمنى ألا أراها، ومع ذلك وجدتني أبحث عنها بين الناس، أردت أن أختلس بعض النظرات إليها قبل أن أذهب، رغم أن نظراتي إليها عادة تكون مكللة ببعض الحب مع القليل من الشفقة والكثير من الحقد.

لم يكن لها فعلا أي وجود، زادت دهشتي حين قمت بالربط بين اختفاء أسماء وبين البسمة المصطنعة على وجه صديقتها التي تجلس بين الناس عروسا.
هل هما على خلاف أسفر عن عدم حضورها لولذلك فصديقتها غير سعيدة!
أم أنها هنا وأنا الذي لا أراها ؟
أم أنها ليست هنا لكنها في الطريق وستحضر عما قريب ؟
كنت قد نويت قبل حضوري أن أذهب سريعا حتى لا أتعثر بأسماء، ولكني لم أذهب سريعا، بل قررت أن أبقى تحضر فأراها ثم أنصرف.
أليس من الوارد أن يكون كلامي في المشفى أزعجها لذلك فهي التي لم تحضر حتى لا تراني، خاصة وأنها على الأرجح قد فقدت الأمل نهائيا في أن تجد عندي صفحا؟
مضى نحو من ساعة ولم تحضر، ويئست من حضورها، فقررت أن أذهب لمصافحة أحمد والمباركة له ولعروسه ثم أنصرف.
انصرفت وأنا في حيرة من عدم حضور أسماء، تمنيت لو أني استطعت أن أسأل مي عن عدم حضورها.
لكن بأي حق وتحت أي وصفة كنت سأسألها.

***************
في مساء اليوم التالي ذهبت إلى بيت أحمد كما هي العادة، وأيضا فقد زارني في بيتي في اليوم التالي لزواجي، والواجب أن أرد المعروف بنظيره.
اشتريت أثناء الطريق علبة شكولاتة فاخرة، مع باقة ورد، أول ما فتح لي تقدمت نحوه فصافحته وعانقته وأنا أبارك له، ثم باركت لعروسه.
انتهزت فرصة ذهاب زوجته فقلت له أمازحه :
- كيف حال الزواج معك يا صديقي العزيز ؟
- وهل أجمل في الدنيا من الزواج.
- أتمنى أن يبقى هذا برأيك بعد مرور عام واحد على زواجك.
- وأنا أتمنى ذلك أكثر منك وإلا فستكون مصيبة كبيرة.
ظللنا نضحك ونتحدث معا إلى أن حضرت لنا عروسه عصيرا ثم جلست معنا، اندهشت كثيرا من جلوسها، لكن يبدو أنها تعمدت أن تجلس، ويبدو أيضا أنني أنا الوحيد الذي كان مندهشا من جلوسها معنا، فلم ألحظ على وجه أحمد أي علامة من علامات الدهشة.
قالت لي على الفور :
- كيف حالك يا أستاذ حسام؟
قلت : بخير ، الحمد لله!
- لكن أسماء ليست بخير على الإطلاق.
- وما علاقتي أنا بهذا!
- أعتذر، معك حق.
ثم قامت لتنصرف، فقلت لها على الفور :
- لحظة رجاء .. قبل أن تذهبي أخبريني أولا لماذا أسماء ليست بخير ؟
جلست ثم قالت بأسى :
- هل تعلم أنها لم تحضر زفافي؟
قلت بلا مبالاة مصطنعة :
- وما أدراني إن كانت قد حضرت أو لم تحضر!
- بل كنت تعلم أنها لم تحضر، لقد ظللت تفتش عنها بين الحضور.
- ولماذا أفعل ذلك! أؤكد لك أنك لست على صواب.
- ربما .. لكن ألن تسألني لماذا لم تحضر أسماء زفافي؟
- لا يعنيني ذلك، لكن إن شئت فأخبريني.
قالت :
سأخبرك لأني أعلم أنه يعنيك .. لقد ....."

رواية شيء منها - عادل الجندي pdf
رواية شيء منها - عادل الجندي