رواية كتاب الأقدار
من تأليف : أحمد سعيد مراد
مقتطف من الرواية :
جلس على كرسيه يحاول معرفة مالمطلوب في هذه الإستمارة فلم يفهم من كل ما هو مكتوب أمامه إلا الإسم وتاريخ الميلاد والعنوان .. فكتب إجابتهم باللغة العربية.
ونظر للمجاور له فوجده قد ملأ استمارته باللغة الإنجليزية وبخط أنيق يحسده عليه كل برامج الكتابة الكمبيوترية ..
فقال له وهو يتنحنح : " لو سمحت يا باشمنهدس .. السؤال الخامس ماذا يعني ؟".
فإذا بجاره يحجب ورقته عنه ويسادير بها بعيداً ..
فقال له هشام : " يا سلام !! تشعرني أنك بامتحان الدكتوراه .. حسناً ان أجيب أكثر مما كتبت وسترى بنفسك من الذي سيتم تعيينه فينا .."
والتفت ليجد جاره من الجهة المقابلة يتحدث في جواله هامسا ويقول : " أوك سأخبره أن حضرتك وكيل وزارة الإستثمار .. وطنط هي المدير العام لشركة البتروكيماويات .. ومعي الكروت التي سأظهرها له .. ".
فاعتدل هشام في جلسته وقال لنفسه بخفوت : " من الواضح أن هذا الجني سيمر باختبار عسير .. يجب عليَّ أن أمنحه هدية خاصة لو نجح في تحقيق أمنية اليوم .."
وقام متوجها نحو ميّ التي إن رأته قادما نحوها حتى ألقت ما بيدها وتنهدت بقوة وقالت له :
" نعم ؟!! .. ماذا هناك هذه المرة ؟!! .. "
قال لها هشام ساخراً : " بارك الله فيما رزق .. أنا أنهيت إجاباتي ".
ومنحها ورقته لتطلب منه الإنتظار ... ولأنها تبغي التخلص منه سريعا وضعت ورقته أول ورقة ليكون هو أول من يتم المقابلة معه مع المهندس جمال مدير الشركة ..
لذا لم يمر على جلسته خمس دقائق حتى نادته ميّ لتخبره بأن يتفضل للدخول إلى المقابلة
بخطوات مترددة تقدم هشام ليدخل ذلك البهو الكبير والمسمى خطأ بحجرة الكتب لمدير الشركة.
الجو المكيف والمعطر والكثير من النباتات الزاحفة والمتسلقة والملتفة واللوحات العجيبة التي تعبر عن أشياء غامضة ولكن من الواضح أنها مرتبطة بصراعات الإلكترونات مع النيترونات داخل الذرة أو ماشابه.
وخلف مكتب لم ير هشام مثيلا له من قبل جلس م.جمال بأناقة لا تقل بأي حال عما امتلأت به عينا هشام في الخارج وبمنظار سميك يوضح بقوة بأن الرجل مجنون إلكترونيات أو عبقري كمبيوتر، عقله حتما يحمل عدة برامج تشغيل فائقة ..
فتقدم هشام ومدّ يده ليسلم عليه بقوة وأشار له المنهدس جمال بأن يجلس فجلس وهو ناظر إليه مترقب لسيل الأسئلة التي ستنهمر عليه في مجالات لا يفقه عنها شيئا تشبه كم ذرة تحوي شاشة الكمبيوتر عندما يعمل برنامج كذا ..
وكيف يتم اختراع كمبيوتر في خلال عشر دقائق ..
ولكنه وجد الرجل ينظر مليا للإستمارة التي لم يكتب فيها سوى اسمه وتاريخ ميلاده وعنوانه.
وأخيراً رفع الرجل رأسه وسأله : " لماذا لم تكمل بياناتك في هذه الإستمارة "
تنحنح هشام وقال : " لأني لا أجيد الإنجليزية ولم أعرف معنى الأسئلة المتبقية وحينما حاولت الإستعانة برفيق أخفى ورقته كأنما يخاف عليها من الحسد".
ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه المهندس جمال وقال له :
" ما هو مؤهلك وما هي الدورات أو الشهادات التي معك في مجال أعمال الكمبيوتر ؟".
فتح هشام كفيه وهو يقول له : " أنا متخرج من كلية التجارة قسم المحاسبة ولم أحصل على دورات ولا شهادات في مجال أعمال الكمبيوتر .."
سأله الرجل بعناية : " هل تجيد الفيجوال بيزك أو الأوراكل أو برامج الثري دي أو الفوتشوب أو حتى الأوفيس ؟؟"
قال هشام بمنتهى البساطة : " كل ما ذكرته أمامي .. هي المرة الأولى التي أسمع عنهم الآن"....
للــــتحميل إضــغط هـــنا
للــــتحميل إضــغط هـــنا