كتاب مادونا صاحبة معطف الفرو
من تأليف : صباح الدين علي
نحن أمام كتاب ينظر إليه الجميع بذهول، القرَّاء، وعشاق الأدب وبالطبع كل دور النشر وباعة الكتب، " مادونا صاحبة معطف الفرو "، رواية صباح الدين علي التي نشرها قبل تسعين عاماً، لماذا لا تنزل من أعلى قائمة أكثر الكتب مبيعا إلى الآن؟ لو أراد أحدٌ أن يقنعنا بأن تركيا ترد الجميل لصباح الدين علي فإن كلامه هذا باطل لأن المرتكب المجهول لجريمة قتله لم يُدَن إلى الآن، وحتى لو قلنا بأن السبب هو أن حكايته ( يوسف ) مصنفة ضمن أفضل مئة أثر أدبي كلاسيكي وتدرس في المدارس، فإن ذلك أيضا غير مقنع.
فهل من الممكن فهم سبب كون روايته ( مادونا صاحبة معطف الفرو ) محبوبة إلى تلك الدرجة؟
يقول أكثر من قرأوا الكتاب بأنهم وجدوا موضوع الرواية مؤثراً جداً، وبأنهم بدأو في قراءته بناءاً على توصية من أحد أصدقائهم ولم يستطيعوا ترك الكتاب بعدها.
كون لغة الكتاب سهلة وسلسة هو بالتأكيد أحد أكبر الأسباب التي تجعل القارئ يكمل القراءة، ولكني عندما أسأل " لماذا نحب هذا الكتاب؟ " فإن كثيراً من الذين أسألهم يجيبونني بأنهم تأثروا جداً مما رُويَ فيه، ويتنهدون وهم يخبرونني بأنه " للأسف لا توجد قصص حب مثل هذه في زماننا هذا". وهذا نسجله كأحد الأسباب.
سافان غل سونماز
نبذة عن الكاتب :
صباح الدين علي في مدينة كومولجينة في الإمبراطورية العثمانية والتي تقع الآن في دولة بلغاريا، شباط عام 1907، قوتل عام 1948م في كركلارلي وسط ظروف غامضة، صباح الدين الذي تخرج كمعلم في إسطنبول، وبعد أن مارس التعليم سنة كاملة في يوزغات، أرسل بواسطة وزارة التعليم إلى ألمانيا في سنة 1928م، وبعد أن عاد في 1930م، عمل كمدرس للألمانية في أيدن وقونيا وأنقرة، ثم كموظف في إدارة النشر، وكنائب مدير في معهد الموسيقى الحكومي، أسس في إسطنبول مجلة ساخرةً تحت إسم ما كروباشا، وفي عام 1948 أُلقي القبض عليه بسبب بعض كتاباته وسُجن لمدة ثلاثة أشهر، ولكونه تحت المراقبة الدائمة أراد الهرب إلى خارج تركيا، ويقال بأنه أحد المهربين قتله وهو يحاول التسلل عبر الحدود، كتب أشعاراً، حكايات و روايات، وقام بتجمات أيضاً نشر أول ما كتبه في صحيفة عام 1925، وفي ثلاثينات القرن العشرين أدخل صباح الدين نفَساً واقعيا وجديداً للحكاية، برع في حكاياته في وصف معاناة أبطاله وبؤسهم بأسلوب متمكن، وفي رواياته أمسك في مقابل روح الإنسان بمرآة ونظر إلى الواقع من خلالها، في رواياته الثلاث، يوسف الكويورجاكلي ( 1937 )، الشيطان في داخلنا ( 1940 )، ومادونا صاحبة معطف الفرو ثبت طريقته الواقعية للقراء، بدأ صباح الدين في كتابة رواية مادونا صاحبة معطف الفرو داخل خيمة عندما كان الجيش للمرة الثانية، ونشرها في البداية مفرَّقة في مجلة الحقيقة في الفترة الواقعة بين نوفمبر 1940 وفبراير 1941 تحت عنوان ( حكاية كبيرة ).
للـــتحميل إضـــغط هــــنا
للـــتحميل إضـــغط هــــنا