كتاب من اليوم لن تنام حزينا يا بني
من تأليف الخبير التربوي : د.عبد الله محمد عبد المعطي
أيُّها المربي الكريم :
ولكي تنجح في تلك المهمة، فقد قدمت لك في هذا الكتاب مئات الأفكار العملية الواقعية المبدعة - والسهلة والبسيطة - لمحاربة أحزان الأبناء، خلال النهار وفي المساء وساعة النوم ... وهدفنا أن يكون البيت واحة سعادة، يشعر فيه الجميع بالطمأنينة، وينسى بين جدرانه وأحزانه ... ولا ننسى أن أحب الأعمال عبادة إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " أحَبُّ الأعمال إلى الله عزَّ وجلَّ سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَيناً، أو تطرد عنه جوعاً ". وترضية الصغير عندما يكون حزينا لها ثواب عظيم، فقد روي أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، خرج إلى عُثمان بْنِ مَظْعُونٍ وَمَعَهُ صَبِيٌّ لَهُ يَلْثِمُهُ ( يُقبِّله ) فقال : أَتُحِبُّهُ، يَا عُثْمانُ؟ فَقَالَ : إِيْ وَاللهِ يَا رَسُول اللهِ، إِنِّي لأُحِبُّهُ، قَالَ : أَفَلاَ أَزِيدُكَ لَهُ حُبّاً، قال : بَلَى، قَالَ : " إنَّهُ مَنْ تَرْضَّى صَبِيّاً لَهُ صَغيراً مِنْ نَسْلِهِ حَتَّى يَرْضَى تَرضَّاهُ اللهُ يومَ القيَّامةِ حَتَّى يَرْضَى ".
والنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصاً على مواساة الصغار في أحزانهم، فعندما مات الطَّائر الذي كان يلعب به أبو عمير، كان النبي يواسيه في حزنه على لعبته التي فقدها ويلاطفه حتى لا يبكي، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، ولي أخٌ صغير يكنى أبا عمير، وكان له نغر يلعب به، فمات ( الطائر )، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فرآه حزينا فقال : ما شأنه؟ قالوا : مات نغره فقال : " يا أبا عمير! ما فعل النغير "
حان دورنا لننضم لقافلة صنّاع السعادة في حياة الصغار، ولأن الكلام وحده لا يكفي، فإنكم ستجدون في صفحات هذا الكتاب وسائل علمية فيها شفاء أحزان الصغار، فهيا إلى العمل، والله الموفق والمستعان
للـــتحميل إضـــغـــط هــــنا
للـــتحميل إضـــغـــط هــــنا