تحميل كتاب ظمأ الروح أو بلاغة السمات pdf

كتاب : ظمأ الروح أو بلاغة السمات

في رواية " نقطة النور " لبهاء طاهر

من تأليف : محمد أنقار


كتاب ظمأ الروح أو بلاغة السمات في رواية " نقطة النور " لبهاء طاهر - محمد أنقار pdfيحاور هذا الكتاب " نقد ما بعد الحداثة " بطريقة مباشرة وأحيانا أخرى بطرق غير مباشرة، ولقد كان بودي أن اقول إن هذا الكتاب " يتحاور " مع ما بعد الحداثة بدل قولي إنه يحاورها نظرا إلى أن ما بعد الحداثة تلغي الطرف الآخر، والذوات، ورغبة التصادي أو التحاور، إن النص يغذدو لديها الغاية والمنطلق، والبداية والنهاية، أما الإنسجام والتوافق والمشاركة الوجدانية بين الإبداع والقارئ فتظل غايات زائدة أو نشازاً.

لذلك لشدّ ما تظمأ الروح الحساسة في زمن العولمة، زمن الإنفتاح وما بعد الحداثة، والفن من حيث هو محاولة للتعبير عن ذلك الظمأ واقع في محنة؛ فهو إما أن ينساق مع السائد الجارف ويقع في وهدة ما كان أسماه الفيلسوف الإسباني خوصي أوزطيغا إي غاصيط ب " لا إنسانية الفن "، وإما أن يصمد ويحني ظهره للعاصفة كما حناه الطحلب في المثل الشهير، ولقد بدا لنا أن رواية " نقطة النور " لبهاء طاهر قد عرفت كيف تصمد من دون أن تستسلم، إنها لم تدري كم ستطول مدة العاصفة، لكنها أدركت بذكاء فني كبير كيف تنحني وكيف تقاوم، وفي ذلك سر سموقها وقوتها الجمالية.

ما أحوجنا في زمن العولمة المتهافت إلى واحات فيء نلوذ بظلها الوارف ونشرد بأذهاننا في أكوان النفس البشرية، ونمارس في أناة سنّة التأمل العميق إبداعا ونقدا، وإذا كان نيتشه قد لاحظ خلال القرن التاسع عشر أن التأمل قد فقد كرامة الشكل، وأننا لم نعد نتحمل كثيرا " حكيما " من النمط القديم، كأننا نحمل في الرأس آلة دائمة الدوران، فإنا نعرب اليوم عن حاجتنا القوية إلى الروايات التي تتيح لقرائها محطات إبداعية شبيهة بتلك الواحات التي يمكن للقراء أن يترثوا فيها ليتدبروا همومهم اليومية ويطالعوا في هدوء آفاق مصائرهم من خلال صور روائية تضمر أكثر مما تظهر، وبواسطة إيقاعات أسلوبه لطيفة تقدر؛ على الرغم من لطفها العليل، على تصوير جوانب من مكابدات الإنسان المعاصر، والحق أن مثل هذا النمط من الروايات غدا نادرا وعزيزا بدعوى أن الفن المعاصر يلزمه أن يكون يكون تجريديا مركبا إلى إلى حد التعقيد ليضاهي بذلك تعقيد الحياة المعاصرة ذاتها، ويبتعد عن كل قعية بسيطة لا بد أن تكون - في نظر عديدين - فجة، وحينما يتحقق المطلوب النادر نعثر على رواية من هذا القبيل غير الحداثي نشعر كأن مؤلفها يسبح ضد تيار الفن المعاصر المتسم بإيقاعاته المتسارعة وتركيباته اللامنسجمة أو تشييئته الجافة التي لا تلامس شغاف القلب بل تترك العقل يتوه حائرا، وتلك واحدة من غايات ما بعد الحداثة

للـــتحميل إضـــغط هــــنا