رواية صبية طيبون PDF
من تأليف : باتريك موديانو
|
رواية صبية طيبون - باتريك موديانو |
الرواية التي بين أيدينا، الصادرة في 1982، من أكثر روايات باتريك موديانو، ارتباطا بالموضوعات أو الحركيات الكبرى لمشروعه الإبداعي، ومن أكثرها بروستية، نسبة إلى مارسيل بروست ومشروعه الرائد في محاولة استعادة الزمن الضائع، بهذه الرواية وبأعمال أخرى مسكونة ببحث مشابه فرض موديانو نفسه باعتباره روائي فردوس الطفولة المفقود، لا الطفولة المضاعة بمعناها المطلق، بل تلك التي يرتسم ضياعها على خلفية حرب عالمية وأزمة اجتماعية وسياسية ضاغطة، مما يمنح عمل الكاتب أهمية إبداعية وتاريخية في آن معا، هنا أيضا تتنامى مأساة الهجران أو التخلي، المصورة بتنويعاتها العديدة في نصوصه الأخرى وسيرتَيه الروائيتين اللَّتين قدّمناهما في هذه السلسلة " دفتر العائلة" (1977) و ( سلالة ) (2005)، في العملين الأخيرين صوَّر موديانو أثر هذا التخلي عليه وعلى شقيقه الأوحد الرَّاحل صغيرا، رودي، وعلى عائلته وأقربائه المباشرين وعلاقته بهم، في الكتاب الحالي يتسع المنظور ليشمل جيلا كاملا، جيل رفاقه في أيام الدّرس، يعود إليهم بعد عشرين عاما، ليصورهم في عالم المدرسة الداخلية ( عالم هو مكان تعلُّم وعيش وإقامية في الأوان ثم يرينا ما آلوا إليه.
في بحث مشبوب وتعاطف أثير، يرسم هذه المسارات المعتكرة في أغلبها، ويستعيدها بتكتم من خلال حفنة شخصيات وبضعة نماذج دالَّة من زملائه وأساتذته.
زملاء من جنسيات وأصول شتَّى، بينهم الفرنسي وبينهم الأمريكي الشمالي، والأمريكي الجنوبي، والعربي والإيطالي وسواهم، يجمعهم كلَّهم كونُهم مهجورين، شبه منسيين من قبل آباء أو مدَّعي ثراء أو محتالين، مشبوهين عموما، عهدوا بهم إلى المدرسة وغابوا عنهم، فترى هؤلاء الفتية يسعون من خلال أنشطتهم اليومية وعلاقاتهم فيما بينهم ومع اساتذتهم إلى إنشاء عالم بديل.
عالم لا ينسيهم لذعة الحرمان العائلي، ولا يمحو عنهم دمغة النّكران يتعرضون إليه بلا تبرير وللا سبب، يعود إليهم الروائي في كتابه تتناوب فيها ذكريات أيَّام الدّرس وتصوير أوضاعهم المتاينة والمتشابهة بعد عشرين عاما، هبَّ للبحث عنها ممارسة كتابة موضوعية كالعادة وفنّاً في " الرِّيبورتاج" رفيعا.
للــتحميل إضـــغط هـــنا