كتاب حوارية الخطاب الروائي PDF
التعدُّد اللغوي والبوليفونية
من تأليف : د. محمد بوعزة
مقتطف عن النقد الأدبي وأسلوبية الرواية:
يكاد جلّ الباحثين في أسلوبية الرواية يتفقون على القول بنذرة الأبحاث في هذا الجانب الأساسي من نقد الرواية، وفي رواية وقت مبكر من هذا القرن اعترف " باختين ": " لم تبدأ دراسة الرواية دراسة أسلوبية إلا من وقت جد قصير، فكلاسيكية القرنين السابع عشر والثامن عشر لم تكن تعترف بالرواية جنساً شرعياً مستقلاًّ، بل كانت ترجعه إلى الأجناس البلاغية المختلطة".
مع هذه القلّة في الأبحاث الجادَّة في أسلوبية الرواية، ظلت هذه الأخيرة عرضة لمقاربات أيديولوجية، وقد يكون السبب في هيمنة هذا النوع من النقد الروائي، راجعاً إلأى الرواية ذاتها، بحكم قدرتها على تصوير مظاهر الحياة، والإيهام " بحقيقة " و " واقعية " أحداثها.
فقد ارتبطت البداية الفعلية في الغرب ( إنجلترا وفرنسا )، بما سيسميه مؤرخو الرواية " الواقعية "، وكانت تعني مطابقة العمل الأدبي للواقع الذي يقلده.
إنّ ما يهمنا من هذه الإلتفاتة التاريخية، هو كون هذه الواقعية، بالشكل الذي فهمت به آنذاك، ستساهم في تكريس النقد الأيديولوجي والأخلاقي الذي ينشغل بالمضامين الفكرية والأخلاقية للرواية، فقد فهمت هذه الواقعية من لدن النقاد والروائيين فهما ملتبساً ومضطرباً إذا كانت تعني ضرورة محاكاة الرواية لواقع الحياة، والتزام الروائي الصدق في تصوير الأحداث كما يعيشها في الواقع.
وفي التطورات اللاحقة للنقد الروائي الغربي حاولت الدراسات النقدية الحديثة ملامسة قضايا أسلوبية الرواية في ظل نظريات ستعرف بالأسلوبية والشعرية والبنيوية، إلا أن أهم ما أفضت إليه نتائج ضئيلة في موضوع أسلوبية الرواية، ولم يكن أحد ليتصور أن هذه النظريات البنيوية يمكن أن توجه إليها سهام النقد من داخلها، وبعد هذه المراجعة النقدية للمشروع البنيوي، سيدخل الفكر الغربي مرحلة ما بعد البنيوية، أي ما يعرف بالنظرية التفكيكية.
إذا كان هذا هو حال النقد الغربي باقتضاب، فما هي حالة النقد العربي في مبحث أسلوبية الرواية؟
لـــتحميل الــكتاب إضـــغــط هـــنــا
لـــتحميل الــكتاب إضـــغــط هـــنــا