تحميل رواية مقهى الشباب الضائع pdf


رواية مقهى الشباب الضائع PDF


من تأليف : باتريك موديانو 


لاحظت جيدا أنه يصدقني ، إنها ميزة أن يكون المرء أكبر من الآخرين بعشرين سنة، إذا إنهم لا يعرفون ماضيك، وحتى إذا طرحوا عليك الأسئلة الطائشة عمَا كانت عليه حياتك إلى حدَ الساعة، تستطيع أن تختلق كل شيء، حياة جديدة، لن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من الأمر، وبقدر المضيء في الحديث عن هذه الحياة المتخيلة، فإن نفحات كبيرة من الهواء المنعش تجتاز مكانا مغلقا حيث كنت تختنق فيه منذ فترة طويلة، نافذة تنفتح فجأة، الشباك الخارجي يصفق من الريح، ها هو المستقبل، من جديد، أمامك، ناشر كتب فنية، جاءتني الفكرة من دون تفكير، لو سئلت قبل أكثر من عشرين سنة عمَا سأصيره في المستقبل، كنت سأتمتم : ناشر كتب فنية، ها، أقول هذا اليوم، لم يتغير شيء، كل هذه السنوات تم إلغاؤها.

" شعرت جيدا أنها كانت تختلف عن الآخرين، من أين أتت قبل أن يمنح لها هذا اللقب؟ في معظم الحالات، كان معتادو مقهى كوندي يحملون كتبا في أيديهم ويضعونها بإهمال، على الطاولة، ويكون غلافها ملطخا بالنبيذ، " أناشيد مالدورور "، " الإشراقات "، " المتاريس السرية "، ولكنها، في بداية الأمر، كانت تأتي من دون أن تحمل في يديها شيئا، ثم بعدها أرادت، من دون شك، أن تفعل مثل الآخرين، وذات يوم، فأجأتها، وحيدة، في مقهى كوندي، وهي منهمكة في القراءة، ومن حينها لم يغادرها كتابها، كانت تضعه بشكل لافت على الطاولة، حين تكون برفقة آداموف والآخرين، كما لو أن كتابها هو جواز سفرها أو بطاقة إقامة تشرعن حضورها بجانبهم، ولكن لم يعر أحد أهمية للأمر، لا آداموف ولا بابيلي ولا طرزان ولا هوبا ...."

رواية مقهى الشباب الضائع - باتريك موديانو
رواية مقهى الشباب الضائع - باتريك موديانو