رواية ستيفنسن تحت أشجار النخيل
من تأليف : ألبرتو مانغويل
ترجمة : جولان حاجي
بعض الركائز في بناء هذه الرواية تستند إلى المراسلات المتعددة بين ستيفنسن وصديقه هنري جيمس، لعلّ أبرزها شخصية السيد بيكر من تونغا، لن نفسد لذة المراسلات - أن يرى البراعة التي استبطن فيها مانغويل ستيفنسن، وكيف تلاعب ببعض ثيماته الأساسية مثل ثيمة القرين التي تتجلّى أنصع أمثلتها في رواية سيِّدُ بالانتري التي اعتبرها نابوكوف وبريشت وفالتر بنيامين تحفة ستيفنسن.
مقتطف من الرواية :
" طوال عصر ذلك اليوم وفي اليوم التالي، كان ستيفنسن يشعر كأن رئتيه ستنفجران، جلس أولاً على الشرفة آملاً أن يعود عليه ذاك السكون المطيق بالراحة، ثم سأل فإني أن تساعده مع المنشقة الأميركية، ذرذرت المساحيق في الماء المغلي ثم وضعت فوقه الجهاز الغريب التصميم وحاولت ممازحته، جرياً على عادتهما، بنكتة حول هارون الرشيد ونارجيلتيه السحرية، ولكن المساحيق في هذا المرة قد فاقمت السعال على ما يبدو، ولم تلبث أن لمعت بقع حمراء مرة أخرى على المنديل الذي وضعه أمام فمه، رفعته فاني من تحت ذراعيه وساعدته على الذهاب إلى السرير، مرة أخرى، أسرَّ لنفسه بملاحظته كم كانت قوية مثل رجل، وأسرّ، من دون أن يضمر سوءاً، كيف بدأ تقدُّمها في العمر يلُوح في الغضون العميقة على وجهها، رزح وجه الفتاة في وليمة العيد بطيفه على وجه فاني، ثم على الجسد المسجّى لابنة توتاي، فأغمض عينيه بإحكام دون هذه الرؤيا.
متكئا إلى المخدات، المنديل المجعَّد في يده والمبصقة في متناوله، استسلم للغرق في نوم محموم أثناءه كان سفح الجبل اللافح وأجساد النساء وأشجار اللهب المتمايلة وقطرات الدم تتمازج في حلمه كأنه جغرافيا الهذيان ..".
للـــتحميل إضـــغـــط هـــنا
للـــتحميل إضـــغـــط هـــنا