كتاب شهوة تتقدم في خرائط المادة PDF
( ديوان شعري )
من تأليف : أدونــــــــــيس
شهوة تتقدم في خرائط المادة - أدونيس |
حيثُ نرى للرَّغبة جسداً يُولد في الجسد
حيث نقدر وراء كل حجابٍ أَنْ نُحَيِّي امرؤ القيس، ونستشف عمر بن أَبي ربيعة، وحيثُ نسمع الحَجر والماء يتحدثان دائماً عن يوسف5 وامرأة العزيز،-
" نُونْ وَ القَلمِ وَمَا يَسْطُرون "
" تَطَاوَل اللَّيْلُ عَلَيْنا دمُّونْ
دَمُّونْ إِنَّا مَعْشَرُ يَمانُونْ
وَ إِنَّنا لأَهْلِنا مُحِبُّون "
سَلاَماً حَضرموت
أَيَّتُها العينَانِ السَّوْدَاوان في هَذَا الرَّأْسِ الَّذي سُمِّي السَّمَاء،
أَيَّتُها المَرْأة الَّتي تَغْتَسِلُ دَوْعَن،
حِزَامُها بَحْرُ العَرَب
وَخَلْخَالُها المَوْج.
.../ إنها ساعة المقيل،- أربطُ مُخيِّلَتي بِتِلكَ الخضرَة وَ أُخْلي جسميَ من دَيب الهَواجس
ماذا ؟ في قَرارَتي وَخْزٌ
" ناس ٌ يَأْكُل بَعْضَهُمْ بَعْضاً ، ثَمَنُ الرَّأْس مَنْدِيل، وَلاَ شَيءَ إلاَّ السِّلاحُ وَ الصِيَّاحُ"/
هَلْ أَجِئُ مِنْ دَاءٍ لاَ يَشْفَى ؟
وخُيِّلَ لي أنَّني أَسْمَعُ صَوْتاً يَلْفُظُه قَيءُ الصَّحْرَاء ، يَتَحَدَّثُ عَنْ قَمَرٍ صِناعيّ استقال من الجاذبية عن مستوصفاتٍ للنِّساء الآلِيات عن فنادق للكلاب وأعراس للقططِ، وتراءَت لي جذوعٌ بشريَّة مَبْثُورَةٌ تَلْتَمُ حَولي تارة وتَتَمَزَّقُ تَارَةً في أَحْشائي، وكنتُ كَمَنْ يَسْبَحُ في شَرْقٍ تَثْقُبُهُ بُحَيْرَاتُ الدَّمِ وَشُبِّهَ لي أَنَّني في مهرجان أعناق تحتفل بذبحها دُون أن تدري وتَمتَمتُ : أَن تَكتُب هو أن تهرب الكلام/
( أ )
( سَمَّى اللُّغَة امرأَةً
وَالكتابة حُبّاً،
وَأخذ يبحثُ عَنْ أصداف
المُحيطات في كلمات الهُدْهُدْ،-
[ وَ الإِشَارَةُ هُنَا إِلَى شَيءٍ آخَرَ
غَيْرِ بَلْقيس وَغَيْرِ سُلَيْمان]).
( ح )
( يَنْبَغي أَن يتعوّد شاعر الغرب، هو أَيْضاً،
أَنْ يَبْكي عَلَى الطَّلَل،
وَأنْ يَكتب عَلَى الرَّمل.
يَنْبَغي أَن يَعرف كَيْفَ يُوحِّدُ بين التِّرْيَاقِ والسُمِّ،
وأَن يَعرف كيف يحُلّ ما
لاَ يُمْكِنُ حَلُّه،
يَنْبَغي، هُوَ أَيْضاً،
أَنْ يَعْرِفَ كَيْفَ يَشْكُر الرِّيح.)
لــيصلك كل جديد من أصناف الــروايات والـــكتب، قم بتسجيل إعــجابك بصفحتنا عــلى الفيسبوك من : هـــنا