تحميل كتاب الحجاج اللغوي قراءات في أعمال الدكتور أبو بكر العزاوي pdf

كتاب الحجاج اللغوي PDF

قراءات في أعمال الدكتور أبو بكر العزاوي

من تأليف : أبو بكر العزاوي


كتاب الحجاج اللغوي - أبو بكر العزاوي pdf
كتاب الحجاج اللغوي - أبو بكر العزاوي 
إن المتتبع لمسار النقد الأدبي الحديث، سيقفُ على خاصية هامَّة، وهي اتِّساع أفق التَّجريب، وتعدُّد المقاربات المنهجية، وقد أسهمت عوامل كثيرة في هذا التحول النقدي، ومن أهمها انفتاح النقد الأدبي على العلوم والمعارف الإنسانية المختلفة، بعد ظهور البنيوية اللسانية، وما نتج عنها من نظريات منهجية وعلمية، ثم هذا الفيض من الخطابات والنصوص والإتجاهات الأدبية والفنية التي أثارت قضايا وأسئلة جديدة حول طبيعة الأدب وحدوده، والعلاقة بين الأنواع والأجناس الأدبية، وموقع الخطابات المستحدثة مداخل مؤسسة النقد والأدب، وهي قضايا فرضت على المنظرين والنقاد وضع تصورات منهجية أخرى للتعامل مع هذا التحول، بدءا بمرحلة التأمل ثم التنظير ثم التجريب النقدي.

ونشير في هذا الصدد، إلى تلك المناهج النقدية التي ولدت من رحم الإتجاه البنيوي، مثل السيميائيات والدلاليات والشعرية والتأويلية و التفكيكية، وهي مناهج تخذت النص أو الخطاب منطلقا أوليا واساسيا للمقاربة والتحليل، وإن اختلفت في الآليات النقدية والتصورات التي تتحقق بها تلك المقاربة وذلك التحليل.

وانسجاما مع هذا المنطق المتحكم في تطور المعرفة النظرية والمنهجية عموما، ظهرت محاولات جديدة اتخذت من التجريب النقدي آلية للبحث في قضايا الخطاب والمنهج والعلاقات التواصلية المتجددة، واختارات هذه المحاولات الواعدة أحد أكثر مكونات الخطاب ( الإبداعي والتواصلي والمعرفي ) قوة وتأثيراً، وهو الحجاج، مثلما نجد في مشروع الباحث المغربي الدكتور أبي بكر العزاوي، ذلك المشروع والطموح الذي بثه مجموعة من كتبه، وأخص بالذكر كتاب ( اللغة والحجاج ) الذي صدرت طبعنه الأولى سنة 2006، وطبعته الثانية سنة 2009 ، وكتاب ( الخطاب والحجاج ) الذي صدرت في طبعته الأولى سنة 2007، وطبع ثانية سنة 2010، وهما من الكتب الرائدة في التحليل اللغوي الحجاجي في العالم العربي عامة، بحكم الأسئلة العديدة والإشكاليات الكثيرة التي أثاراها حول الخطاب والتواصل، وما يتصل بها من تصورات ومسائل نظرية ومنهجية ونقدية.

التأسيس المفهومي للحجاج
لا يخفى على المرء ذلك الدور الكبير الذي تؤديه المفاهيم والمصطلحات في أي نظرية أو بناء معرفي متماسك، فالناقد يحرص على تكوين جهاز مفهومي منظم، فينشغل بالإنتقاء والتحديد والضبط الدلاليين، معتمدا على آليات الدراسة الإصطلاحية الدقيقة، من حيث التأصيل المعجمي، والتتبع المصطلحي واستحضار الاستعمالات السياقية للمفهوم وامتداده في المجال المعرفي الخاص.

وبما أن النظرية الحجاجية التي يروم الأستاذ أبو بكر العزاوي تأسيسها في كتابيه المذكورين سابقا، تتخذ الحجاج بؤرتها وجوهرها، فقد كان من الضروري أن لا يغيب الهاجس المفهومي في هذا الجهد النقدي المتميز، فنجده في مجموعة من صفحات الكتابين يحدد ويعرف ويوضح الدلالات الإصطلاحية، وخاصة حين حديثه عن مصطلح الحجاج، إذ يقول في تحديده : إن الحجاج هو تقديم الحجج والأدلة المؤدية إلى نتيجة معينة، وينطلق الباحث في هذا التحديد من الدلالة المفهومية التي ترسخت في النقد الغربي، ومن ثم فهو يضع الحجاج ترجمة للكلمة الغربية Argumentation، والتي استمدها من نظرية أوزفالديكرو حول الحجاج في اللغة.


لــيصلك كل جديد من أصناف الــروايات والـــكتب، قم بتسجيل إعــجابك بصفحتنا عــلى الفيسبوك من : هـــنا