قصة سِرْبرينيتْسَا- رواية عن الحرب على البوسنة
من تأليف : إِسنام تَاليتش
إنّ الماضي العاصف لسربرينتيسا، تلك البلدة الصغيرة ذات الطبيعة الجبلية الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي من دولة البوسنة القديمة، يمتد لألفي سنة قبل قيام الحضارة الغربية الحديثة، ورواية " قصة سربرينيتسا " عبارة عن " وثيقة أدبية " عن ذلك التاريخ وهي تركز بشكل خاص على أحداث الجزء الأخير من القرن العشرين في الفترة بين 1993 و 1995م عندما نفد ذلك العدوان البربري المسلح ضد البوسنة ومسلمي البوسنة " البُشْتاق " وهم سكان أوروبا الأصليين الذين اعتنقوا الإسلام منذ وصوله إليهم وليسوا جالية هاجرت إليه من بلاد إسلامية أخرى، وبقيت سربرينيتسا التي كانت تخضع لحماية القوات الدولية خلال الحرب التي استمرت بين عامي 1992 و 1995م تقاوم وحدها وتدافع عن نفسها بجهد يفوق طاقة البشر لثلاث سنوات ونصف، فقط لكي ينفذ المعتدي الصربي عدوانا جديدا في يوليو/تموز من عام 1995م وينجز المذبحة التي راح ضحيتها 10000 مسلم من الرجال والعجائز والنساء والأطفال، وعند الأخذ بالحسبان أولئك الذين قتلوا منذ عام 1992م يصل عدد الأرواح التي أزهقت في جيب سربرينيتسا المسلم 15000 إنسان، وأغلب من بقي من الضحايا لم يتعافى لحد الآن، وتعد هذه المذبحة أسوأ حادثة قتل جماعي في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
إنَّ النساء البوسنيات من سكان سربرينيتسا اللواتي بقين على قيد الحياة، معروفات حول العالم بكفاحهن السلمي من أجل الوصول إلى حقيقة ما حدث في سربرينيتسا، وهن مُصرَّات على الإستمرار في بذل الجهد لإثبات حقيقة ما حدث في بلدتهن، ولهذا فهن يعتبرن هذه الرواية ملكا لهن ... وأنها تخصهن بشكل وثيق، وقد أدهشن مؤلف هذه الرواية الذي كان كما يقلن عنه :" استطاع أن يُصوِّر كل ما جرى دون أن يسمح لمشاهد الرعب والذعر التي تضمنتها القصة بأن تزعج القارئ أو أن تنفره، وهو مع ذلك نجح في نقل رسالة المعاناة إلى القراء".
إن القصة الرئيسية المتعلقة بمقاومة سربرينيتسا وسقوطها برويها بطل الرواية ( مرجان جوزو) بالإضافة إلى قصة أخرى من دفتر يوميات الحرب الخاص بجده ( رحمن بيك جوزو)، الجندي الأسير الذي وقع في الأسر الروسي أثناء الحرب العالمية الأولى وفي رواية قصة سربرينيتسا تتداخل القصتان وتتشابكان معا على نحو مدهش وبديع للغاية.
للـــتحميل إضـــغط هــــنا
للـــتحميل إضـــغط هــــنا