تحميل رواية قلادة مردوخ pdf

رواية قلادة مردوخ PDF

من تأليف : أحمد سعد الدين


مقتطف من الرواية :
الــــكـــــــابــــــوس

" لأنَّ اخْتِرَاعَ الأَصْنَامِ هُوَ أَصْلُ الفِسْقِ، وَوَجْدَانَهَا فَسَادْ الحَيَاةِ"
سفر الحكمة 12:14
نينوى- مملكة أشور
681 ق.م

رواية قلادة مردوخ - أحمد سعد الدين pdf
رواية قلادة مردوخ -  أحمد سعد الدين 
تململ " سنحاريب " ملك آشور على عرشه داخل قصره المنيف بالعاصمة نينوى، وقد بلغ منه الملل مبلغه، يوم كئيب آخر لا يريد الإنقضاء، شأن كل أيامه الرتيبة خلال عاميه الأخيرين.

لم يعتد " سنحاريب " على ذلك وهو الذي صال وجال في أقطار الأرض الشاسعة غازيا وغانما، فأنَّى له الجلوس والمكوث بلا قتال ولا تجوال في الأرض، بعد كل ما قطعه من أطراف قصية، لم يبلغها غيره من الملوك إلا بشق الأنفس، قطعها هو عبر سنوات حكمه كنزهات عسكرية، لم يجلس فيها داخل قصره إلا أياما معدودات.

استقبل آخر الوفود التي أتته في ذلك اليوم من نواحي الساحل الفينيقي، محملين بالهدايا والجزية والبضائع القيمة، وبمجرد انصرفهم قام " سنحاريب " يتجول في قاعة العرش، توجه بعدها إلى شرفة القصر التي تطل على مدينته،يتأمل معالمها التي أبدعها بناؤوها من نوادر المنشآت والمعمار.

جلس بالشرفة وقد تملكه الفخر بما أنجزه خلال سنوات حكمه، تذكر كل الغزوات العظيمة التي قام بها، تذكر أيضا والده الذي أورثه مملكة قوية محكمة التنظيم، والده " سارجون الثاني" الملك الآشوري العظيم، الذي ناهز فتوحات حمورابي اتساعا بعد ألف سنة كاملة من عصره، لكن سنحاريب لم يختلف، في صفات المجد والبطولة عن والده، بل فاقه في نشاطه وقوة عزيمته، تذكر كيف ورث عنه علو الهمة وشدة البأس ومواصلة الفتوحات، وتذكر أيضا كيف أكمل مسيرته حتى صار شهيراً في عصره، ودانت لدولته الأقطار والممالك، وسارع للتحالف معه كبراء الملوك.

لم يترك قطعة في أرض النهرين وما حولها إلا غزاها، حتى ممالك الشام وأرض غيلام لم تسلم منه، ولا حتى مملكة يهوذا بفلسطين وحامهات مصر في سواحل فينيقيا، حتى ناهز فتوحات " سارجون " وغزوات حمورابي...

لــيصلك كل جديد من أصناف الــروايات والـــكتب، قم بتسجيل إعــجابك بصفحتنا عــلى الفيسبوك من : هـــنا