تحميل رواية الإفطار الأخير pdf

رواية الإفطار الأخير PDF

من تأليف : هشام شعبان


مقتطف من الرواية :

رواية الإفطار الأخير - هشام شعبان pdf
رواية الإفطار الأخير - هشام شعبان 
كالعادة يمسك بين إصبعيه سيجارته وينفخ منها في توثر وترقب ... أصابع قدميه لا تكف عن الحركة داخل حذاء إيطالي الصنع، نظرات متبادلة بينه وبين السكرتيرة، ونظرات دورية على ساعته التي تخطت الحادية عشر مساءا، أخيراً يؤذن له بالدخول إلى غرفة ملكية في الدور التاسع من هذا العقار الشامخ بشارع مصدق في الدقي، تغطي أرضيتها سجادة أثرية تعود إلى زمن دولة العباسيين، وسط إضاءة خافتة جلس على حافة الكرسي المقابل للمكتب ..


يأتيه صوت أجش صارم من الشخص الذي أعطاه ظهره:
- نازل الإنتخابات مستقل ولا على قايمة حزب يا محمود؟
يجيبه بارتباك :
- لوحدي ... مســـ .. مستقل يا أفندم.
- طيب وكده هتعرف تكسب!؟
- أهو بحاول سيادتك .. دا أنا حتى رحت لأكثر من رئيس حزب حتى أعوانا وكلهم خذلوني.
- طيب أنا عايزك تركز وتشتغل كويس ... إنت أحد كوادرنا الفترة اللي جاية وعايزينك معانا.
- دا شرف كبير لي معاليك .. بس أنا بطمح في كرمكم معايا .
- إطمن .. المقابلة انتهت.
يخرج إلى سيارته المرسيدس ليأمر سائقه مختار بالإنطلاق نحو القرية فوراً، يصلا قبيل الفجر، يمزل مختار من السيارة ويطرق باب الشيخ عيسوي بشدة، شدة أفزعت عيسوي وزوجته وأولاده بل والجيران، نهض عيسوي بكلسونه الأبيض وهو نصف مغمض يفتح والعماص يملأ عينيه، إذا به يجد الدكتور البياض فتتهلل أساريره..
- دكتور محمود معقولة! اتفضل يا بيه ..
-اركب يا عيسوي مفيش وقت ..
تناوله زوجته التي استيقظت ووقفت خلف الباب جلبابه وخرزانته، يرتدي ثيابه في السيارة وهو على عجلة من أمر البياض، تتجه السيارة مع ظهور نور الفجر إلى قصر محمود الكائن بأول البلدة، عيسوي لا يكف عن الثرثرة بعبارات الترحاب والفرحة .. يدخلان من الحديقة التي امتدت أغصان أشجارها هنا وهناك نتيجة لإهمالها ورحيل غم حنفي الذي اعتاد تهذيبها في الأيام الخوالي.

لــيصلك كل جديد من أصناف الــروايات والـــكتب، قم بتسجيل إعــجابك بصفحتنا عــلى الفيسبوك من : هـــــنا