حـــصرياً | تحميل كتاب صرف العين pdf

كتاب صرف العين 

من تأليف : أبي الصفاء خليل بن أيبك الصفدي


كتاب صرف العين pdf أبي الصفاء خليل بن أيبك الصفديأحبَّ الصَّفدي العين حُبّاً ملأ منه القلب ، وملك عليه الروح، وإذا أّحَبَّ الإنسان شيئاً أمعن النَّظر إليه، وأطال التَّفكُّر فيه، وبالغ في التعلق به، وحفَّزه حُبُّه إلى الإشتغال بالمحبوب، وبكل ما يُقَرِّبُه منه، ويُدنيه إليه، هذه افطرة الله التي فطر الناس عليها، ويتجلَّى حبّه العين في تكوينه النفسي والعقلي، وفي تراثه الثقافي والأدبي.

ألم يكن حُبُّه العين ملهمه في إنشاء مقامتيه :
" عبرة اللبيب بعثرة الكئيب "
" ولوعة الشاكي ودمعة الباكي "؟." ولوعة الشاكي ودمعة الباكي "؟.

ألم يكن حبُّه العين باعثه على أن يترجم من انطفأت عيونهم في كتابه " نَكْتَ الهِمْيَان في نُكَتِ العُمْيَان "، وإلى أن يترجم من يرون الحياة بعين واحدة في كتابه " الشعور بالعور "؟
وأن يقدِّم لموضعى الكتابين بمقدمات مفيدة ممتعة، في كل العلوم والفنون المعروفة في عصره، والتي تتصل بالعين من قريب أو من بعيد ؟.
ألم يكن حُبُّه العين دافعه إلى أن يدرس أسباب البكاء، وأحواله، ويُبَيِّن صفات الدمع، وتشبيهاته في كتابه :
" لذة السمع في صفة الدَّمع "؟
وأن يخص كتابه هذا بدراسة العين نفسها، وجعل عنوانه :
" صرف العين وعرض العين في وصف العين " ؟

في هذا الكتاب أورده حُبُّه العين مناهل، ومنابع المعرفة، يجمع طرائف الأحاديث في التاريخ، والأدب، ويبحث الأحكام التي تتعلق بها في العلوم العقلية والنقلية، وينس من أزاهير الطرف، وثمرات الأحكام موسوعة بارعة، يُقدِّمها للقارئ غذاء للنفس والعقل، ومتعة للروح والقلب.

بدأ بالقرآن الكريم ، والحديث الشريف، وعلومها، من : تفسير، وفقه، وأصول، فبيَّن ما " للعين " فيها معانٍ وما لها من أجكام في شريعة الله.

ومال إلى كتب اللغة يُفتِّشُ فيها من معاني كلمة " العين " ويبحث ظاهرة المشترك اللفظي؛ فشرح أسبابها، وخصائصها، وأحكام المشترك في الإفراد، والتثنية، والجمع، وأوضح الفرق بينه وبين المترادف، والمتواطئ.

وعَرَّج على كتب الأدب، يتَّبع استعمال الشعراء والأدباء " المشترك اللفظي " في أرفع إنتاجهم الأدبي، وفي أروع أساليبهم البليغة، وذلك فيما عرف باسم : التورية، والإستخدام، وفي الجناس، والسجع، والتوشيع، وغيرها.

وأغراه حبه العين بدراسة الطب، ليتعرَّف حقيقتها ، والأجزاء التي تتركب منها، وهيئتها التي تكون عليها، وعوارضها في الأحوال التي تنتابها، والأدواء التي تصيبها، والدواء الذي يشفيها.

وأخيراً انتهى به حبُّه العين إلى دواوين الشعراء، ومجاميع الأدباء، يتبقى منها أجمل ما حورت من أبيات، وموضوعها " العين " في أحوالها، وتشبيهاتها، وأثرها، ويرتب هذه الإختيارات ترتيبا هجائيا؛ لتكون هي الغرض من تأليف الكتاب، والغاية منه.